Windows Vista أسوء نظام تشغيل لشركة مايكروسوفت!

ليس هنالك ما هو أبلغ من السطر السابق لأعلى سلطة تنفيذية في شركة مايكروسوفت ليخبرنا بأن الشركة قد إرتكبت أسوأ خطأ لها في تاريخها العريق بإطلاق نظام تشغيل صُنف كأسوأ الأنظمة التي طورتها الشركة منذ نشأتها قبل ثلاثة عقود من الزمان.


نُظم تشغيل ويندوز الموجهة للكمبيوترات المكتبية غنيه عن التعريف بلا شك، وهنالك جيل كامل نشأ وترعرع على التعامل مع أنظمة تشغيل ويندوز، وكون خبرة حياتية تقنية مؤثرة وهو يستخدم أنظمة تشغيل ويندوز بمختلف إصدارتها.

وكما أن لكل جوادٍ كبوة، فإن شركة مايكروسوفت إرتكبت غلطة كُبرى في مسيرتها المهنية عندما أرادت تطوير نظام تشغيل كان يبدو واعداً في الإعلانات والأخبار المتعلقة بها، ولكن عند إطلاقه للعموم وجد الجميع أن الواقع يختلف تماماً عن الإعلانات والوعود البراقة.

نظام تشغيل ويندوز فيستا "Windows Vista OS" كاد أن يقصم ظهر شركة مايكروسوفت تماماً ويهدد مسيرتها بالكامل، و قد صُنف نظام التشغيل هذا كأسوأ الأنظمة التي طورتها مايكروسوفت على الإطلاق، وبالتأكيد هذا التصنيف لم يأتي من فراغ بل كان هنالك عدة أسباب ومؤثرات جعلتها تتربع على عرش الأسوأ في تاريخ هذه الشركة العريقة.
وبمناسبة إنتهاء الدعم الفني رسمياً عن هذا النظام في "11/أبريل/2017 " إليكم عدد من الأسباب التي جعلت هذا النظام في المرتبة الأخيرة بين نظيراتها من نُظم التشغيل الأخرى.

 – صعوبة التغيير المفاجئ

قبل إطلاق نظام ويندوز فيستا، كان النظام الأشهر في العالم هو ويندوز XP. هذا النظام وجد شعبيه هائلة على مستوى العالم أجمع، ورأى الكثير من المستخدمين أنه من أفضل الأنظمة التشغيلية الموجهة للكمبيوترات المكتبية التي طورتها مايكروسوفت في تاريخها.

وبالتالي عند إطلاق ويندوز فيستا لم تكن مايكروسوفت قد مهدت لهذا التغيير الكبير، بل أرادت أن تقفز بعالم أنظمة التشغيل إلى المرحلة القادمة بشكل مفاجئ بعد أن أدخلت الكثير من المميزات المختلفة التي كانت غائبة عن نظامها السابق.

هذا التغيير السريع أتى بعد أن إعتاد الجميع على التعامل مع نظام XP خاصة وأن إطلاق ويندوز فيستا أتى بعد خمسة سنوات كاملة من الاستخدام الكثيف له، وهذه الفترة تعتبر طويلة جداً بعد أن ظهرت الكثير من الأعمال التي إعتمدت على نظام ويندوز أكس بي بشكل أساسي.

– متطلبات عالية وأنظمة أخرى منطلقة

لا يخفى على احد أن تجربة إستخدام ويندوز فيستا كانت تسبب صداعًا حقيقيًا، فالشركة قد وضعت الكثير من المتطلبات الخارقة (في ذلك الوقت) حتى تستطيع إستخدام النظام على كمبيوترك الشخصي، بالإضافة إلى المشاكل العديدة التي رافقت توافقية البرامج التي تم تطويرها على الأنظمة السابقة لمايكروسوفت، والكثير من البرامج الشبكية مثل SQL Server و Web Server لن تعمل إلا بعد سلسلة من التعديلات المعقدة وإجراءات المحاكاة بسبب نظام الحماية المبني على نظام التشغيل.

كل هذا رافقه تصاعد كبير في عالم إستخدام البرامج المفتوحة المصدر في تلك الفترة والانتقادات الكبيرة التي طالت النظام، والحملة الإعلامية الكبيرة التي أطلقتها أبل للسخرية من النظام وفي نفس الوقت تشجيع الجميع لإستخدام أجهزتها، و نظام تشغيلها القوي OSX.

– بطء النظام مقارنة بسابقه

حتى في حالة توافر المتطلبات اللازمة. كانت النظام بطيئاً جداً وعلى عكس المتوقع، فمع كثرة المميزات الموجودة داخل النظام كان البطء الشديد هو السِمة الغالبة عند إستخدامه، لذلك عندما يجرب المستخدم نظام أكس بي يجد الفرق شاسعاً بينها وبين نظام فيستا من حيث السرعة، وبالتالي سيضحى بكل الجماليات الموجودة في فيستا من أجل السرعة الموجودة في أكس بي.

– الكثير من الإصدارات

أطلقت مايكروسوفت الكثير من الإصدارات في السوق، ومعها أرتبك الكثير من المستخدمين في أي نسخة هي الملائمة لإحتياجاته، خاصة وان النظام كان جديداً بالكامل ومطوراً بشكل مختلف عن النظام السابق، ومع تسارع الأيام وسعى الشركة لتوضيح الإختلافات بين النُسخ كانت الإنتقادات السلبية تنمو يوماً بعد يوم مما أدخل الجميع في شك وحيرة كبيرين.

– شراء جهاز جديد أم عمل ترقية للجهاز القديم؟!

من أكثر الأسئلة التي أتت مرافقة للنظام عند إطلاقه – تم سؤالي شخصياً أكثر من مرة – مع صمت تام من الشركة، فالجميع كان يتساءل عند رغبته في تجربة هذا النظام بقصد أو عن غير قصد، فعند الإجابة بشراء جهاز جديد يظهر أمامك التكلفة والعتاد …. إلخ، وعند النُصح بترقية الجهاز القديم يظهر أمامك وماذا عن الجهاز القديم؟ فنظام XP يعمل عليه بشكل جيد.

– مرة أخرى ويندوز XP هو الأفضل

قبل إطلاق فيستا وبعد الإطلاق لم تتغير قناعات المستخدمين كثيراً حول نظام التشغيل اكس بي، فقد وجدو أن النظام هو الأفضل على الإطلاق خاصة وان إستخدام التقنية في ذلك الوقت كان يشهد نمو متصاعد خاصة في الدول النامية.
وبالرغم من المشاكل الأمنية التي أحاطت بويندوز اكس بى إلا أن مايكروسوفت تداركت الأمر بإصدارها تحديثات عديدة وثلاثة حزم قوية جداً قفزت بشعبية XP إلى مستوى أخر، وأصبح العمود الفقري القوي الذي يمكن الاعتماد عليه من قبل المستخدمين المنزليين والشركات على حد سواء مع الملايين من النظم المثبتة المتوافقة بشكل تام.

– ليس كل شيء سيئاً

على الرغم من الفشل الذريع لنظام ويندوز فيستا، إلا أن هذا الفشل قد مهد الطريق أمام مايكروسوفت لإطلاق نظام ويندوز 7 الذي يعتبر الآن من أنجح نُظم التشغيل الموجودة على أجهزة المستخدمين. الذي نجح في التربع على عرش أنظمة التشغيل الأكثر استخدامًا في الكوكب لسنوات طويلة على الرغم من توالي إطلاق الأنظمة اللاحقة “8 و 10″؟

هذه المرحلة المفصلية بين التحول من ويندوز XP إلى ويندوز 7  كان للنظام سيء الذكر ويندوز فيستا دور كبير فيها، بعد أن آمن الجميع بأنه حان الوقت للتحول لنظام أخر بواجهة جديدة ومميزات أروع حيث دمجت مايكروسوفت مميزات فيستا التي نالت إعجاب المستخدمين في ويندوز 7  وأضافت عليها مزيد من المميزات وكانت النتيجة ميلاد نظام ويندوز7 بعد عامين فقط من إطلاق ويندوز فيستا.

والآن وبعد ما يقارب العشر سنوات من إطلاق ويندوز فيستا، نجد أن شركة مايكروسوفت قد فهمت الكثير من الدروس والعِبر من هذا النظام، وأهمها هو أنه لتتميز عن الآخرين عليك بفهم إحتياجات عميلك أولاً، وبكل تأكيد جميع من عمل أو مر أو إستخدم نظم تشغيل شركة مايكروسوفت هذا لن يذكر هذا النظام بخير أبداً خاصة وأنها كادت أن تؤدي بالشركة إلى صفحات التاريخ بدون فرصة للرجوع مجدداً.

إرسال تعليق

تفضّل بترك تعليق أو سؤال نحن في خدمتكم.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال